اليوم أكتب مسرورا عن أخ وصديق عزيز طالما تحينت الفرص لمعرفة بعض من أبعاد شخصيته الفاضلة، ولعل هذه السطور المتواضعة لن تحيط الا بالنزر القليل من كفاءات صاحبنا، ولكن، كما يقولون: (إن لم تكن إبلا فمعزاة).
السيد علي ولد إسلم ولد الدولة: من الفلسفة إلى الإحصاء الزراعي والسياسة
السيد علي ولد إسلم ولد الدولة هو شخصية بارزة تجمع بين التكوين الأكاديمي العميق والخبرة المهنية الطويلة في مجال الإحصاء الزراعي، إلى جانب نشاطه السياسي والاجتماعي. يعمل حاليًا كرئيس لمصلحة الإحصاء الزراعي بولاية تكانت، حيث أثبت قدرته على المساهمة الفعالة في تطوير القطاع الزراعي وإدارة المعطيات المتعلقة به.
التكوين الأكاديمي والشهادات
ولد السيد علي ولد إسلم ولد الدولة شغوفًا بالعلم والمعرفة، وبدأ مسيرته الأكاديمية بالحصول على شهادة الباكالوريا (آداب أصلية) في العام 1996-1997. واصل دراسته في جامعة نواكشوط، حيث حصل على:
شهادة الدروس الجامعية العامة (DEUG) عام 2001-2002.
شهادة الإجازة (Matrise) في الفلسفة عام 2008-2009.
هذا التكوين الفلسفي زوده بمهارات التفكير النقدي والتحليل العميق، مما انعكس إيجابًا على مسيرته المهنية والإدارية.
المسار المهني
بدأ السيد علي مشواره المهني كمحقق زراعي في ولاية تكانت عام 1999. على مدار عقد من الزمن، أثبت كفاءته ومثابرته في جمع وتحليل المعطيات المتعلقة بالإنتاج والمساحات الزراعية. وفي عام 2009، تمت ترقيته إلى منصب رئيس مصلحة الإحصاء الزراعي، حيث أصبح ممثلًا عن الإدارة المركزية للإحصاء الزراعي لدى وزارة الزراعة والسيادة الغذائية.
من أبرز إنجازاته في هذا المجال:
الإشراف على أكثر من 100 مسح إحصائي لتقييم الإنتاج والمساحات الزراعية.
تطوير أساليب تحليل البيانات الإحصائية، مما ساهم في تعزيز التخطيط الزراعي بالولاية.
تقديم تقارير دقيقة تدعم اتخاذ القرارات الحكومية المتعلقة بتطوير القطاع الزراعي.
المسار السياسي
إلى جانب نجاحه المهني، كان السيد علي نشطًا في المجال السياسي:
عضو في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية (الحزب الحاكم السابق) لمدة 10 سنوات.
لعب دورًا كبيرا في منسقية دعم الحزب بتوجنين، حيث شارك في تعبئة القواعد الشعبية وأدار بنفسه لجان التعبئة والتحسيس بإخلاص.
كان عضوًا استحقاقا في المنسقية الجهوية لتكانت خلال حملة المترشح محمد ولد الشيخ الغزواني “المأمورية الأولى”، حيث عمل كمنسق للإعلام على مستوى الولاية.
في الانتخابات البلدية الأخيرة، ترشح لمنصب عمدة بلدية توجنين عن الحزب الجمهوري للديمقراطية والتجديد، مما يعكس طموحه للإسهام في العمل المحلي وخدمة المواطنين.
إسهاماته ومكانته في المجتمع
بفضل خلفيته الأكاديمية والمهنية، يُعتبر السيد علي ولد الدولة نموذجًا يُحتذى به في العمل الجاد والمثابرة. يجمع بين القدرة على التحليل الفلسفي وإدارة البيانات الإحصائية، مما يجعله قائدًا متميزًا في مواجهة التحديات الزراعية والتنموية في ولاية تكانت.
كما أن نشاطه السياسي يظهر التزامه بالمشاركة الفاعلة في بناء مستقبل موريتانيا، سواء من خلال تطوير السياسات المحلية أو من خلال السعي لتولي مناصب تخدم المجتمع بشكل مباشر.
السيد علي ولد الدولة هو مثال حي على كيفية تداخل المسارات الأكاديمية، المهنية، والسياسية، لخلق شخصية متعددة الأبعاد تعمل من أجل التنمية المستدامة والمصلحة العامة.
بقلم:
نذير سيد محمود
